fbpx

أبعاد زمنية وفلسفية

الخطّ العربي يتمتع بعناصر جمالية ، منحته قدرته على التكيف؛ ومايزال محافظاً حتى اليوم على قدرته على التلاؤم مع العديد من أنواع الفنون التشكيلية والزخرفية الحديثة، وبهذا الخصوص يرى كلّ من الخبيرين في الفنّ الإسلامي والعربي، الباحثان؛ خضير عباس دلي، وعدي ناظم فرمان من العراق؛ أنّ الخطّ العربي يتميز بضمّه عدداً من الأفكار، من أهمها:
“التوازن؛ وهو حالة تبحث عنها القوى الطبيعية عندما تتفاعل في الطبيعة؛ إذ يسعى الخطاط، من أجل تحقيق التوازن، وهذا يمثل جانباً واحداً من الميل الكلي في الطبيعة نحو التوازن، وكذلك الإيقاع، ويوجد من خلال تنوّعٍ مكرّرٍ في الألوان مثلاً، أو تكرارٍ في عناصر التصميم، أو التزيين، وكذلك السيادة؛ أي تميّز عنصرٍ في التصميم أو الخطّ، أو الزخرفة، يجعل منه محوراً لكلّ ما حوله من مكونات”.
ويقدّم الباحثان في بحثهما “النظرية الجمالية للخطّ العربي الإسلامي” الصادر عن جامعة بابل العام 2016، عرضاً مطولاً يتعلق بالنسق والدقة والتباين والتضادّ والتقابل، والانسجام، وغيرها العديد من صفات الخطّ العربي والفنّ الإسلامي عموماً؛ حيث يمكن من خلالها جميعاً، النظر إلى قيمة الخطّ العربي، كفنّ هندسيّ متقن ومدروس، ومعبّرٍ قويٍ عن الجمال، وحاملٍ للمعنى الفكري والفلسفي والديني، المتعلق بالطبيعة تحديداً وعناصرها، ومن ثم الكون.

الدائرة مساحةٌ لا نهائية من المعاني والتأويلات التي يمثلها الخطّ العربي

وهنا يؤكد الباحثان أنّ “كلّ ما تمتع به الخط العربي من صفاتٍ وتقنيات تم ذكرها، تقود مباشرةً إلى الخالق وقدرته العظيمة على إحداث كلّ هذه العناصر في الكون أصلاً، والخط يعبّر عنها، ويعبّر عن كون الإنسان مكتشفاً للقوانين الرياضية والفيزيائية والعلاقات الطبيعية، فهو يعيد استخدامها، ويعيد إنتاجها بأفضل ما يستطيع، متعلماً من الخالق بعضاً قليلاً من أسرار الجمال والبقاء في هذا العالم”.

الخطّ العربي يتمتع بعناصر جمالية منحته القدرة على التكيف مع العديد من الفنون التشكيلية والزخرفية الحديثة

ويخلص الباحثان إلى القول إنّ “الرسالة الفلسفية من الخطّ العربي، تبعث على الدهشة والمحبة في آن؛ فهي تتحدث عن الحرية كونها تزيد من مسؤوليات الفنان وتتطلب منه إتقان عمله، فكلما كانت حريته في التخطيط والتزيين من أجل الجمال والإتقان أكبر، أصبحت مسؤوليته في جعل عمله شبه كاملٍ أكبر؛ لأنّه يعبّر غالباً عن علاقة الإنسان بالطبيعة والكون وبخالقهما”، ويحاول اختصار الكون في رموزه وأحرفه الدالة على المعنى. [1]


[1] https://hafryat.com/ar/blog/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart